كان معرض باريس الجوي الأخير مليئًا بالإثارة حيث أبرمت شركة إيرباص صفقة رائدة، معلنة عن طلب لشراء 500 طائرة نفاثة ضيقة البدن من شركة إنديجو، وهي شركة طيران اقتصادية هندية. كانت صناعة الطيران مزدهرة حيث شرعت شركة طيران الهند المحدودة أيضًا في مهمة لشراء 540 طائرة من بوينج وإيرباص. لا تعد هذه الاتفاقيات غير العادية مفاجئة، نظرًا لأن الهند تحتل المرتبة الثالثة في العالم من حيث حركة المرور الجوي المحلية، مما يُظهر ظهور الأمة كقوة طيران عالمية. يتم دفع الزيادة في السفر الجوي من قبل الطبقة المتوسطة الطموحة، مما يغذي الطلب على الرحلات الجوية في جميع أنحاء البلاد.
مع توقعات بأكثر من 140 مليون مسافر في السنة المالية 2024 وما يقدر بنحو 1.3 مليار مسافر سنويًا في غضون العقدين المقبلين، يستمر السوق المحلي في الهند في النمو بوتيرة غير مسبوقة. في الواقع، نقلت شركات الطيران المحلية أكثر من 13 مليون مسافر في شهر واحد، مما عزز مكانة الهند كثالث أكبر سوق محلية على مستوى العالم.
مع ازدهار الصناعة، أصبح توسيع مرافق الصيانة والإصلاح والتجديد أولوية. ظهرت علامات إيجابية عندما تم تخفيض معدل ضريبة السلع والخدمات لخدمات الصيانة والإصلاح والتجديد من 18٪ إلى 5٪ في عام 2022، مما خفف العبء المالي. علاوة على ذلك، خفف توسع وزارة المالية في مخطط ضمان خط الائتمان الطارئ (ECLGS) من ضغوط السيولة الناجمة عن الوباء، مما يدل على دعم الحكومة لقطاع الطيران.
على الرغم من التفاؤل العام، فقد نجح الطيران الهندي في التغلب على نصيبه العادل من التحديات. تسلط الأزمة الأخيرة التي واجهتها GoFirst الضوء على العقبات الهائلة التي تواجهها شركات الطيران، بما في ذلك النفقات التشغيلية وتكاليف الوقود والمنافسة الشديدة. ومع ذلك، وسط هذه التحديات، انطلقت شركات جديدة مثل Akasa Air. بدعم من الراحل راكيش جونجونوالا، وسعت شركة الطيران منخفضة التكلفة أسطولها من خلال طلب طائرات بوينج 737-8 إضافية، مما يشير إلى الثقة في سوق الطيران في الهند.