تستعد الهند لتحول كبير في قطاع الطيران، بخطط طموحة لتطوير البنية التحتية للمطارات وتعزيز عمليات نقل الركاب والبضائع. وبينما تسعى البلاد جاهدةً لترسيخ مكانتها كمركز عالمي للطيران، يُوائِم قادة القطاع وصانعو السياسات استراتيجياتهم لتلبية الطلب المتزايد على السفر الجوي ومناولة البضائع بكفاءة.
تركيز متوازن على طيران الركاب والبضائع
يؤكد جايديب ميرشانداني، رئيس مجلس إدارة مجموعة سكاي ون، أن المكانة العالمية الحقيقية للطيران تعتمد على محورين: تعزيز طيران الركاب والبضائع. ويقول: “إن تطوير البنية التحتية للمطارات سيعزز صورة الهند كمركز عالمي للطيران”، مشددًا على أن التركيز المتوازن على هذين القطاعين ضروري لدفع عجلة النمو المستدام.
أدرجت الميزانية الاتحادية الأخيرة مبادرات هامة لتطوير البنية التحتية للشحن الجوي، بما في ذلك الاستثمارات في مستودعات الشحن الجوي، وخاصةً المواد سريعة التلف. وتهدف هذه الإجراءات أيضًا إلى تبسيط إجراءات فحص البضائع والجمارك، مما يُعزز الكفاءة ويسهل ممارسة الأعمال التجارية في نهاية المطاف.
حركة المسافرين في ازدياد
الأرقام تتحدث عن نفسها. في عام 2024، شغّلت شركات الطيران المحلية أكثر من 1.02 مليون رحلة مجدولة، نقلت 146.4 مليون مسافر، بينما شهدت الخطوط الدولية 64.5 مليون مسافر على متنها. وقد حفّز هذا النمو في حركة النقل الجوي المحلي قيام شركات الطيران الهندية بتوسيع أساطيلها وزيادة وتيرة رحلاتها. علاوة على ذلك، يُبرز الطلب المتزايد على الرحلات الطويلة والطويلة جدًا من المطارات الرئيسية الحاجة إلى بنية تحتية موسعة قادرة على استيعاب أعداد المسافرين المتزايدة.
توسيع البنية التحتية: مطارات جديدة وما بعدها
ولتلبية هذا الطلب، أعطت الحكومة الضوء الأخضر لتطوير 21 مطارًا جديدًا في جميع أنحاء الهند. وهناك 12 مطارًا جديدًا قيد التشغيل حاليًا تقع في مناطق رئيسية مثل دورجابور، وشيردي، وسيندهودورغ، وباكيونغ، وكالابراغي، وأورفاكال، وكوشيناغار، وإيتاناغار، وموبا، وشيفاموجا، وراجكوت. إلى جانب هذه المشاريع، من المقرر افتتاح مركزين دوليين رئيسيين – نويدا (جوير) ونافي مومباي – قريبًا، مما يُبشر بإحداث ثورة في الربط الدولي.
لا يقتصر التطوير على المطارات الجديدة، بل يجري أيضًا تنفيذ مشاريع لتوسيع الطاقة الاستيعابية في المحطات المحلية الحالية، لا سيما في إطار مخطط الربط الإقليمي (UDAN). لا تهدف هذه المشاريع فقط إلى استيعاب أعداد المسافرين المتزايدة، بل تهدف أيضًا إلى منع الازدحام وضمان تجارب سفر سلسة في المطارات الرئيسية.
استثمار بقيمة 60,000 كرور روبية في مستقبل الطيران
في تقرير صادر عن CRISIL Ratings، كشف أن المطارات الهندية ستتكبد نفقات رأسمالية تراكمية تزيد عن 60,000 كرور روبية في السنوات الثلاث التي تسبق السنة المالية 2027. ويمثل هذا زيادة كبيرة بنسبة 12% عن 53,000 كرور روبية التي أُنفقت خلال الفترة المالية 2022-2024. تُوجَّه هذه الاستثمارات القوية إلى البنية التحتية المتعلقة بالطيران، بما في ذلك مباني محطات الركاب الحديثة، والمدرجات الممتدة، والمرافق غير المتعلقة بالطيران المُحسَّنة مثل الصالات، وصالات الطعام، ومساحات التجزئة. ومن المتوقع أن يُعزِّز هذا الارتفاع في الإنفاق الرأسمالي تدفقات الإيرادات، وأن يُرسِّخ مكانة الهند في ساحة الطيران العالمية.
مستقبل الطيران الهندي
في الوقت الذي تستعد فيه الهند لمرحلة توسع مثيرة في قطاع الطيران، سيكون دمج تدابير الاستدامة، والقرارات التنظيمية المواتية، والبنية التحتية المتطورة أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق بيئة طيران متوازنة ومزدهرة. بقيادة قادة ذوي رؤية ثاقبة مثل جايديب ميرشانداني، لا تقتصر الهند على بناء المطارات فحسب، بل تبني مستقبلًا تُصبح فيه الهند قوة عالمية في مجال الطيران.
سواء كنت مسافرًا متكررًا، أو مسافرًا لأغراض العمل، أو مراقبًا للقطاع، فإن التطورات السريعة في مجال الطيران الهندي تَعِد بجعل كل رحلة أكثر سلاسة وكفاءة، وعالمية المستوى بحق. اربطوا أحزمة الأمان – فمستقبل السفر ينطلق!
Source: 100 KNOTS