في مؤتمر دولي عُقد مؤخرًا في بنغالور حول مستقبل صناعة الطيران والفضاء الهندية، أثار عدد من قادة الصناعة قلقين رئيسيين قد يُبطئان النمو السريع للهند. وهما نقص الكفاءات الماهرة والاعتماد الكبير على المكونات المستوردة. ونظرًا لأن ما يقرب من 98% من قطع غيار الطائرات لا تزال تُستورد من الخارج، يعتقد الكثيرون أن هذا قد يُشكل عقبة كبيرة، لا سيما بعد الرسوم الجمركية المتبادلة التي أعلنتها الولايات المتحدة، والتي من المتوقع أن تؤثر على جميع الواردات.
وفقًا لشركة جراند فيو ريسيرش، قُدّرت قيمة سوق تصنيع أجزاء الطيران في الهند بـ 13.6 مليار دولار أمريكي في عام 2023، ومن المتوقع أن ينمو بمعدل سنوي مركب قدره 6.8% بين عامي 2024 و2030. ومع توسع شركات الطيران في أساطيلها وتحديث طائراتها، من المتوقع أن يزداد الطلب على مكونات الطيران. ويعتقد الخبراء أن هذا هو الوقت المناسب للهند لبناء قاعدة محلية أقوى لتقليل الاعتماد على الموردين الدوليين.
ما زلنا نُقيّم تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية، وخاصةً على الهند التي قدّمت طلباتٍ كبيرةً لشراء طائراتٍ أحدث. تُشكّل أمريكا الشمالية حوالي 50% من سوق قطع غيار الطائرات العالمية، ومن المُرجّح أن تُؤدّي الرسوم الجمركية الجديدة إلى زيادة تكلفة المكونات المستوردة وزيادة تكاليف الصيانة والإصلاح. في هذه الحالة، يكمن أحد الحلول العملية في تكثيف الجهود نحو توطين الصناعة، لا سيما في مجال التصنيع، كما يقول جايديب ميرشانداني، رئيس مجلس إدارة مجموعة سكاي ون.
ويضيف أنه مع ازدياد حركة المسافرين وتوسع عمليات شركات الطيران، سيستمر الطلب على خدمات الصيانة والإصلاح والعمرة في الهند في النمو. ويضيف السيد ميرشانداني: “يمكن أن يعزز هذا التوجه الحاجة إلى مكونات الطائرات المصنعة محليًا والخدمات ذات الصلة. إن نقاط القوة التي تتمتع بها الهند في تطوير البرمجيات، والعمالة منخفضة التكلفة، وسهولة ممارسة الأعمال، والسياسات الداعمة، توفر أساسًا متينًا لمصنعي الطائرات لإنشاء عملياتهم وتوسيع نطاقها”.
ويشير إلى أن الشركات الهندية التي تُنتج معدات الهبوط، وهياكل الأجنحة، وأقسام جسم الطائرة، والمفاتيح الكهربائية، وأنظمة التحكم في الحركة، تلعب الآن دورًا محوريًا في سلسلة التوريد. ويختتم قائلاً: “العديد من كبار مُصنّعي الطائرات والمحركات يستوردون بالفعل قطع الغيار من الهند. كما نشهد شراكات متزايدة بين الموردين الهنود والمصنّعين العالميين، مما قد يُؤدي إلى تحسين الوصول إلى التكنولوجيا وتحسين قدرات الإنتاج. إن تعزيز قطاع الصيانة والإصلاح والعمرة، والاستثمار في البحث والتطوير، وتطوير قوى عاملة ماهرة، كلها خطوات أساسية لبناء منظومة تصنيع محلية موثوقة”.
Source: APN News
