Skip to main content

كما يُشارك رئيس مجلس إدارة مجموعة سكاي ون رؤاه حول تخفيف الضغط على شركات الطيران في مسيرتها نحو الاستدامة.

شعار يوم الأرض 2025 (22 أبريل) هو “قوتنا، كوكبنا”، الذي يحثّ الناس في جميع أنحاء العالم على التكاتف لدعم الطاقة المتجددة ومضاعفة توليد الكهرباء النظيفة عالميًا ثلاث مرات بحلول عام 2030. ووفقًا للباحثين، يُعدّ قطاع الطيران من أكبر المساهمين في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. وبعد أن شهد نموًا ملحوظًا على مدى العقود القليلة الماضية، لا سيما في دول مثل الهند، يتعرض قطاع الطيران لضغوط متزايدة لخفض الانبعاثات وتبني الطاقة المتجددة كلما أمكن.

وقد أكّد قادة القطاع على ضرورة دمج التدريب والنمذجة وتشديد اللوائح الحكومية للمساعدة في تحقيق صافي انبعاثات كربونية صفري بحلول عام 2050. كما يدعم دعمهم القوي منظمات مثل منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) والاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA)، اللذان يلعبان دورًا رئيسيًا في تحديد الأهداف وتعزيز الممارسات المستدامة.

أحد أبرز الداعمين لهذا التحول هو جايديب ميرشانداني، رئيس مجلس إدارة شركة سكاي ون العالمية للطيران. في يوم الأرض، شارك ميرشانداني رؤيته حول كيفية توجه القطاع نحو حلول صديقة للبيئة دون المساس برضا العملاء أو الكفاءة التشغيلية لشركات الطيران.

سيارات الأجرة الجوية

أصدرت المديرية العامة للطيران المدني في الهند مؤخرًا قواعد لإنشاء الموانئ العمودية، مما مهد الطريق لسيارات الأجرة الجوية. ورغم أن إطلاق الخدمة سيتم على مراحل، إلا أن الوضوح التنظيمي يمنح الشركات الثقة للبدء في تخطيط الخدمات التجارية عبر المدن الكبرى.

في المناطق الحضرية التي تعاني من ازدحام مروري، يمكن لسيارات الأجرة الجوية أن توفر اتصالاً أسرع مع تقليل انبعاثات المركبات البرية. ولكي يتحقق هذا، ستحتاج الحكومة أيضًا إلى تقديم إرشادات مفصلة حول البنية التحتية والعمليات وشحن البطاريات ومواقف السيارات والهبوط لضمان سلاسة التنفيذ.

مطارات أكثر خضرة

أثبتت الهند ريادتها من خلال مطار كوتشي الدولي (CIAL) في ولاية كيرالا، والذي أصبح أول مطار في العالم يعمل بالطاقة الشمسية بالكامل عام 2015. يعمل المطار بمحطة طاقة شمسية بقدرة 12 ميجاوات، مزودة بأكثر من 46,000 لوحة، تُولّد ما يقرب من 250 مليون وحدة كهرباء، وتمنع انبعاثات أكثر من 160,000 طن متري من ثاني أكسيد الكربون. واستلهامًا من هذا النجاح، اعتمدت العديد من المطارات في جميع أنحاء البلاد الطاقة الشمسية. كما تُصمّم مشاريع قادمة، مثل مطار نافي مومباي الدولي، مع التركيز على الاستدامة. وسيكون تحويل المطارات الحالية والجديدة إلى مرافق خالية من الكربون أمرًا أساسيًا لتحقيق الأهداف البيئية للقطاع.

dubai-business-tycoon-jaideep-mirchadani

طائرات موفرة للوقود

قدّمت كبرى شركات الطيران الهندية طلبات شراء كبيرة للطائرات، مع تركيز واضح على كفاءة استهلاك الوقود. على سبيل المثال، طلبت طيران الهند 250 طائرة من إيرباص، بما في ذلك 210 طائرات من طراز A320 و40 طائرة من طراز A350. تشمل صفقة شراء إنديجو 30 طائرة من طراز A350 أيضًا. تُعتبر عائلة A350 من بين أكثر الطائرات عريضة البدن كفاءة في استهلاك الوقود في العالم.

تستحوذ شركات الطيران أيضًا على طائرات بوينج 787 دريملاينر، المعروفة بمحركاتها الفعالة وتصميمها الديناميكي الهوائي. مع نمو الأساطيل، تحتاج شركات الطيران إلى إعطاء الأولوية للطائرات الأقل استهلاكًا للوقود، سواءً للرحلات القصيرة أو الطويلة. سيساعد ذلك في تقليل البصمة البيئية مع تحسين كفاءة التكلفة التشغيلية.

التمويل الأخضر

من المتوقع أن تصبح الهند واحدة من أكبر أسواق الطيران المدني، حيث من المقرر انضمام أكثر من 2200 طائرة إلى أسطولها خلال العشرين عامًا القادمة. تتوقع وزارة الطيران المدني أنه بحلول عام 2030، ستتعامل الهند مع 630 مليون مسافر سنويًا، مع استمرار النمو بمعدل مركب يتراوح بين 6 و8%.

لدعم هذا النمو بمسؤولية، تستكشف شركات الطيران التمويل المرتبط بالاستدامة. يربط هذا النوع من التمويل الشروط المالية بالأهداف البيئية، مما يشجع على اتخاذ قرارات متوافقة مع المناخ. في حين عانى قطاع الطيران تقليديًا من استقطاب الاستثمارات الخضراء، إلا أن هذا الوضع بدأ يتغير. إذ يُدرك المزيد من المستثمرين الآن دور التمويل المستدام في إعادة تشكيل مستقبل الطيران.

وقود الطيران المستدام (SAF)

لا يزال خفض انبعاثات الطيران يُمثل تحديًا، إلا أن وقود الطيران المستدام يبرز كحل عملي. يُسلط تقرير ديلويت بعنوان “الأجنحة الخضراء: ثورة وقود الطيران المستدام في الهند قيد الإعداد” الضوء على أن الهند تُمثل 2.5% من الطلب العالمي على وقود توربينات الطيران (ATF). وبفضل وفرة المواد الخام وحصة كبيرة من صادرات وقود توربينات الطيران، تتمتع الهند بمكانة جيدة لزيادة إنتاج وقود الطيران المستدام.

ومع ذلك، تتطلب هذه الفرصة جهدًا منسقًا. يجب على صانعي السياسات وأصحاب المصلحة في القطاع التعاون لوضع خارطة طريق تنظيمية واضحة، وتطوير سلاسل توريد آمنة، وتقديم حوافز مالية، وإنشاء آليات لتسعير وإصدار شهادات شفافة. يمكن لهذه الخطوات جذب الاستثمار وتوسيع نطاق اعتماد وقود الطيران المستدام.

Source: Matribhumi Samachar